( ما دايرة أقرا طب ) الجملة دي كان وقعها على الوالدة بشابه اليوم القالوا ليها فيهو انو طقم العشاء الجايبنوا ليها من ألمانيا مخصوص وصل بور تسودان نصو مكسر
زيها زي كل الأمهات السودانيات من ما وعيت على الدنيا مشت على الناس لقب الدكتورة بشبوشة. أي دنقلاوي في الدنيا دي كان بناديني الدكتورة.. جوه عينك انت دكتورة مافي نقاش .. لحدي اللحظة دي كل ما زول يذكرا بي جملتي الشهيرة ( أنا دايرة أبقى ميكانيكي و افتح ورشة) دمها بفور
لكن طب شنو يا أمي عليك الله صلي على النبي ... الشعب السوداني كلو دكاترة و أنا بكره الأحياء و الكيمياء أقرا ليك طب كيف والله اطلع الطيش .
تحانيس , الأجاويد ,أبوي الكان مؤمن بحرية الرأي و الاختيار و سيبوا البت بي راحتا و حتى اخوي الذي لا حول له ولا قوة دخل في الصورة.. ( يا ود كلم أختك قوليها ماما قالت كان قريتي طب بتجيب ليك عربية) يا اخي هو انت يا تمبوشة لسه بتقول ماما.. اقتنع بي كلامك كيف ؟ ( امشي قوليها بشبوشة قالت كان جبتي ليها معرض عربات ما بقرا طب, و بعدين هم الجماعة ديل مش السنة كلها مفلسين يجيبوا لي عربية من وين )
في نقاش حاسم و أخير كان السؤال إياه بشهادة العم الواعي و أبوي كافل الحريات ( يا بت حتقري طب ولا كيف ؟)
شقاوة مني و شلاقة ما اكتر (ايوة من يومي شليقة) رديت بخبث : ( اوكي , لكن ما بقرا هنا و لا في السودان .. ودوني بره) في حركة رشيقة و في اقل من جزء من الثانية كانت أمي في المطبخ قامت من حتتا عديل ومعلنة الرفض التام و سامعاها بتبرطم في السكة ( قال برة قال , ده الفضل . إن شاء الله عمرك ما قريتي)
كأي مراهقة زمن الداك كلمة لأ دي بتكون مااااا مقبولة حتى كان انت عارف تماما انو لأ هي الصح.. لكن لأ دي كانت سبب لتولد عناد عجيب في الشخصية و عدم رغبة في القراية و استعمال جميع أساليب الاستفزاز لإثبات الشخصية و الأهم من ده كلو اكييييييييييييد ما حقرا طب و اكيييييد ما حقرا معاكم في البلد دي
أنا بس ماشة السودان .. أي حتة بعيدة منكم ( عولاق شفع عجيب) و كمان بور تسودان دي ما تحلموا أقرا ليكم فيها
بور تسودان ؟!! انتوا ما جادين مش؟؟ مافي كهربا مافي موية مافي انترنت ياخي مافي أي شي ... أنا ماشة أقرا مع ناس مدرستنا في الخرطوم.
محاولات من جميع الأطراف في إثنائي عن فكرة الخرطوم دي ( يا بت خرطوم شنو ما عندنا فيها زول .. و الأهل الفيها من بعيد ما بنقعدك عندهم بي راسك القوي ده و خمجك و دلعك الماسخ تفضحينا مع الناس , بعدين شنو ماشة مع ناس المدرسة دي ما رحلة دي قراية قر ينفخك)
قر ينفخك قر يطرشقك قر يقلبك غنماية أنا يا الخرطوم يا اقعد ليكم في البيت و طبعا كانت النصرة للخرطوم. مسكينة يا أمي مغلوب على أمرك طول عمرك طيبة بس انتي ما عارفة ... ربنا يديك الصحة و العمر الطويل.
بعد النتيجة المافي زول متوقعا رسينا على الهندسة ( قلت ليكم دايرة أقرا هندسة طيران) شكلي اليوم داك تابعت ام بي سي 2 كتير ( يا بت طيران شنو تطير عيشتك دي قراية أولاد) اهاااا و بعدين في الناس ديل ؟!! أي شي لأ ؟! ( طيب يخوانا أقرا هندسة فساتين ؟ ) بعد جهد [هيد رسينا على هندسة و السلام .. هندسة خفيفة لذيذة جديدة و احتمال المستقبل يكون مضمون.
(وحقعد وين؟؟) الحمد لله الوالدة جامعية و لها تجارب عدة في الداخليات و خصوصا العامة فمبدأ الاستقرار في داخلية عامة كان مرفوض تماما ( بركة الجات منك , قالوا يا ماما الغرفة فيها 6 و احتمال 8 .. و كمان الحمام بستخدموا الطابق كلو) طبعا دي ونسات النسوان في أي قعدة توجد فيها واحدة عندها بت ممتحنة أو في السودان ( متزكرة يا فلانة مسلسل الشيمة الجابو زماااان داك ؟ و الله البنات بقن صعبات , غايتو يا ام بشبوشة خلي بالك ما تقعدي بتك في أي داخلية ) و طبعا امي الصنديدة كان كل ما تسمع كلام زي ده تراجع نفسها مليون مرة في حكاية السفر ( لا لا أنا حسافر معاها اشوف الداخلية و اتطمن بي نفسي )
وكان السفر .. من حسن الحظ أن زملاء المدرسة مشوا السودان جاهزين .. كلو زول بي عربيتو ( يخوانا دايرة لي داخلية نظيفة في زول اثناء الحوامة و عدم الموضوع لمح ليهو شي )
كان الزعيم , وده لقبو من ايام المدرسة, متزعم أي شي .. و بعرف أي شي ..و جا السودان قبلنا بي فترة فاعتمادنا عليهو في مسألة إيجاد الداخلية كان محسوم و هو ما قصر ( والله يا بشبوشة الداخليات في لكن اخير اوديك انتي و الخالة تشوفوها براكم ) ( تودينا شنو بالله ياخ روق ارح أي حاجة بس سريييع سرييع عشان ماما دي تسافر ترجع .. انا زهجت ياخي دايرة امشي اشوف الجامعة و ماما دي واقفة لي هنا ده ) بالإشارة للحلق . آآآآآآآآآآخ من المراهقة.
( طيب جاردن سيتي ؟؟ انسي يا زولة قالوا لامة و غير كده بعيدة .. في وحده جديدة في العمارات قالوا مكسب فيها ناس هبة و ميادة و .... ) نعم؟( هوي هوي استنى ميادة شنو و هبة شنو انا سبتهم في المدرسة عشان اجي ألقاهم هنا ؟؟ ياخي ديل وهم .. لا لا بالله غيرو)
(والله غيرو دي الا نلف معانا الخالة . يا زولة و رانا شنو الجامعة دي ما زي المدرسة ممكن ندك ما تبقي زولة بيض تمشي من أول يوم )
سرحت بعيييييييد عن مغزى الحديث و بقيت سرحانة في الكلمات الجديدة البقول فيها الزعيم .. ندك , و بيض ؟؟ يا سلااااااااااااام ديل شكلهم الاستعمال الجديد هنا ! انا ححفظم و حقولم في الجامعة قدام الناس عشان ما يشبكونا شهادة عربية و حناكيش . و فعلا ... تم الحفظ.
في اليوم التالي كان يوم اللف العالمي .. من الصباح نحن لافين .. لا لا الداخلية دي شكلها وسخانة .. لا لا ديل بعاد من الجامعة .. لا لا يا ماما شفتي العفش !!!
و دي أكلها كعب و دي مافيها ترحيل ... فقدت الأمل خلاص..الزعيم زهج لكن بمثل انو عادي ( يا ولدي معليش تعبناك نعمل شنو في السجمانة صحبتكم المافي شي عاجبا دي ) و طبعا الود كبر و دخل الجامعة لازم يعمل فيها شخصية ( لا لا يا خالتو ده كلام شنو عادي ياخ بشبوشة دي اخونا و كده .. هيهيهي )
( أخوك ؟؟ دي خفة دم مش ؟! بالله سوق ساكت ممكن ؟ )
بعيد عنكم مسييييييييييييييييييخة من يومي و الاسباب مجهولة
(طيب يخوانا نحن نقيف في حلة حلة و نسأل ساعات في داخليات جديدة أو كده ما معروفة ) صراحة فكرة حلوة و نحن واقفين في الخرطوم و في السنتر و كان الوقت بدأ يمغرب مرت جنبنا بت ملامحا هادئة و شايلة عدة الهندسة مسطرة التي و الحاجات دي و ما بتذكر امي كانت النوع الشمشار ولا الجريء الممكن يسأل زول ما بعرفو عن شي .. لكن شكلها ارتاحت ليها و قررت توقفا ( انا حسأل البت دي شكلها جامعية ) طبعا الحناكيش بخافوا على برستيجم (ماما بتعرفيها من وين ما تفضحينا بالله ) و طبعا ولا كأني بتكلم .
( لو سمحتي السلام عليكم ) ( وعليكم السلام) بدا عليها الارتباك و اخدت خطوة لي ورا لكن لمن لاحظت وجود الوالدة اتطمنت و بدت تجاوب على التحقيق : (انا ساكنة في داخلية خاصة هنا .. فيها مواصلات و أكل و شراب و جديدة مافي زول عارفا عشان كده فاضية ) حلو الكلام ما بطال .. لكن امي شكلها ارتاحت للبت شديد ( انتي اهلك برة و لا شنو ؟؟ ) ( انا من بور تسودان )
صدقوني انا واقفة جنب امي اتهيأ لي في لحظة اني سمعت نشيد العلم و امي عيونا بدت تلمع و شالت نفس عميييييييييييييييق زي الزول الرايح ليهو شي و لقاهو ( علييييييييك الله ؟؟ انتي بت ناس منو؟ ) امشي وين اتضاير وين انا يااا الله من امي دي ياخي عرفت متين ؟ ( انا بت ناس فلان الفلاني في حي البوسطة)...امي و قد مثلت دور المحقق كونان في لحظة ( اصلو ما بصدق انتي بت ........ ؟!!! ) البت يحليلا من يوما ظريفة و بالا طويل و مسكينة ( ايوا) و هاااااك يا سلام من اول و جديد و أحضان و في 5 دقايق سألت عن ناس بيتم و حي البوسطة زول زول ..
للمعلومية .. انا إنسانة أبدا ما بدي انطباع مريح من اول مرة .. يعني صح في ناس بتلاقيهم بتحس انك ماااااااا عجبوك ؟؟ دي انا , خليط من البرود على حبة سغالة و بقولوا في تكبر و حاجات كتيرة
و البت. تعالوا نسميها هيام.. لاحظت اني بديت أتضايق من وقفة الشارع .. و الزعيم طبعا واقف مندهش .. هيام كانت حلوة و طريقة كلاما جذابة و رااااااااااااااايقة و فعلا من جميلات بور تسودان.. تداركت الموقف و بي ابتسامة ( خالتو انتوا ما تتفضلوا جوة منها تشربوا حاجة و منها تشوفوا الداخلية ).
تنفست الصعداء.. نزلت من العربية و رزعت الباب مما أدى إلى فوران دم الزعيم و كان باين انو داير يتشاكل ولا يقول شي.. لكن سكت.. ما عشان امي عشان الجكس يا قولو..
ودخلنا الداخلية أخيرا.........
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق